انا الحكومه يا غبى مشرف فريق الياهو
عدد المساهمات : 180 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 2011-07-28 العمر : 37
| Subject: إلى أحفاد الصحابة والمحبين لهم ......... هام جدا جدا Wed Aug 03, 2011 4:30 pm | |
| ]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعزائي زوار ورواد المنتدى الكريم
على مدار شهرين ماضيين قدمنا مجموعة من الحلقات التي تتحدث حول أحداث الفتنة الكبرى في الإسلام بمنظور صحيح سليم كما قدمه إلينا علماؤنا ممن نشهد لهم بالمصداقية والعدل في التأريخ وسرد الأحداث صحيحة بعيدة عن الأهواء والأكاذيب
وكانت الحلقات تضمنت الفترة ما بين الفتنة في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مقتل الحسين بن على رضي الله عنهما
وقد كان الهدف من سرد تلك الأحداث ليس فقط توضيح الصورة صحيحة حول ما جرى بين الصحابة الكرام فقط ، بل وتصحيح الصور والمفاهيم الخاطئة التي ارتسمت داخل عقول الكثير نتيجة لكتابات بعض الغير منصفين وتطاول بعضهم عمدا أو غير عمد على صحابة أجلاء ندين لهم بالعرفان والجميل ، كيف لا وهم من حملوا إلينا هذا الدين غضا نضرا وبلغوا عن نبينا صلى الله عليه وسلم افضل التبليغ
وتيسيرا على القارئ العزيز في المنتدى
سأحاول تلخيص جميع ما تم ذكره في الحلقات العشرين من " أحداث الفتنة " ولمن يفضل الرجوع إليها فها نحن نضع رابط الموضوع بين يديه]
]أحداث الفتنة الكبرى ( فهرس الحلقات )[ ولكننا الآن بصدد تلخيصها وكتابتها في نقاط هامة ومحددةفيما يخص عثمان بن عفان رضي الله عنه
كان عثمان في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه؛ فهو عريض الجاه، ثري، شديد الحياء، عذب الكلمات، فكان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه. لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، ولم يقترف فاحشة قط، فلم يشرب الخمر في الجاهلية.
كان عثمان قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام، ولم يعرف عنه تلكؤ أو تلعثم، بل كان سباقا أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين. 3- فرح المسلمون بإسلام عثمان فرحا شديدا، وتوثقت بينه وبينهم عرى المحبة وأخوة الإيمان، وأكرمه الله تعالى بالزواج من بنت رسول الله رقية. 4- إن سنة الابتلاء ماضية في الأفراد والجماعات والشعوب والأمم والدول، وقد مضت هذه السنة في الصحابة الكرام, وتحملوا من البلاء ما تنوء به الرواسي الشامخات، وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل الله، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا الابتلاء؛ فقد أوذي عثمان وعذب في سبيل الله تعالى على يدي عمه الحكم بن أبي العاص. 5- منذ اليوم الذي أسلم فيه عثمان لزم النبي حيث كان، ولم يفارقه إلا للهجرة بإذنه أو في مهمة من المهام التي يندب لها، ولا يغني فيها أحد غناءه، شأنه في هذه الملازمة شأن الخلفاء الراشدين جميعا، كأنما هي خاصة من خواصهم رشحهم لها ما رشحهم بعد ذلك للخلافة متعاقبين. 6- كان ذو النورين على صلة وثيقة بالدعوة الكبرى من سنتها الأولى، فلم يفته من أخبار النبوة الخاصة والعامة في حياة النبي ، ولم يفته شيء بعدها من أخبار الخلافة في حياة الشيخين، ولم يفته بعبارة أخرى شيء مما نسميه اليوم بأعمال التأسيس في الدولة الإسلامية. 7- كان المنهج التربوي الذي تربى عليه عثمان بن عفان، وكل الصحابة الكرام هو القرآن الكريم المنزل من عند رب العالمين. 8- إن الرافد القوي الذي أثر في شخصية عثمان بن عفان وصقل مواهبه، وفجر طاقته، وهذب نفسه هو مصاحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتتلمذه على يديه في مدرسة النبوة، ذلك أن عثمان لازم الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة بعد إسلامه، كما لازمه في المدينة بعد هجرته؛ فقد نظم عثمان نفسه، وحرص على التلمذة في حلقات مدرسة النبوة في فروع شتى من المعارف والعلوم على يدي معلم البشرية وهاديها، والذي أدبه ربه فأحسن تأديبه. 9- لم يكن عثمان بن عفان ممن تخلفوا عن بدر لتقاعس منه أو هروب ينشده، كما يزعم أصحاب الأهواء ممن طعن عليه تغيبه عن بدر، فهو لم يقصد مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الفضل الذي حازه أهل بدر في شهود بدر طاعة الرسول ومتابعته، وعثمان خرج فيمن خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فرده صلى الله عليه وسلم للقيام على ابنته، فكان في أجل فرض لطاعته لرسول الله وتخليفه، وقد ضرب له بسهمه وأجره، فشاركهم في الغنيمة والفضل والأجر لطاعته الله ورسوله وانقياده لهما. 10- في الحديبية ذكر المحب الطبري اختصاص عثمان بعدة أمور منها: اختصاصه بإقامة يد النبي الكريمة مقام يد عثمان لما بايع الصحابة وعثمان غائب، واختصاصه بتبليغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بمكة أسيرًا من المسلمين، وذكر شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بموافقته في ترك الطواف لما أرسله في تلك الرسالة. 11- قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعة عثمان بن عفان في عبد الله بن أبي السرح في فتح مكة. 12- من حياة عثمان الاجتماعية في المدينة: زواجه من أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة رقية بنت رسول اللهصلى الله عليه وسلمووفاة عبد الله بن عثمان، ثم وفاة أم كلثوم رضي الله عنهما. 13- من مساهمته الاقتصادية في بناء الدولة: شراء بئر رومة بعشرين ألف درهم, وجعلها عثمان للغني والفقير وابن السبيل، وتوسعة المسجد النبوي، وإنفاقه الكثير على جيش العسرة. 14 - وردت أحاديث كثيرة في فضل عثمان ، منها ما ورد في فضله مع غيره، ومنها ما ورد في فضله وحده، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلمعن الفتنة التي يقتل فيها عثمان. 15- كان عثمان من الصحابة وأهل الشورى الذين يؤخذ برأيهم في أمهات المسائل في عهد الصديق، فهو ثاني اثنين في الحظوة عند الصديق؛ فعمر بن الخطاب للحزم والشدائد، وعثمان للرفق والأناة، وكان عثمان أمينها العام، وناموسها الأعظم, وكاتبها الأكبر. 16- كان عثمان ذا مكانة عند عمر، فكانوا إذا أرادوا أن يسألوا عمر عن شيء رموه بعثمان وبعبد الرحمن بن عوف، وكان عثمان يسمى الرديف، والرديف بلسان العرب هو الذي يكون بعد الرجل، والعرب تقول ذلك للرجل الذي يرجونه بعد رئيس، وكانوا إذا لم يقدر هذان على عمل شيء ثلثوا بالعباس. 17- من أفضل أعمال عبد الرحمن بن عوف عزله نفسه من الأمر وقت الشورى، واختياره للأمة من أشار به أهل الحل والعقد، فنهض في ذلك أتم نهوض على جميع الأمة على عثمان. 18- هناك أباطيل شيعية وأكاذيب رافضية دست في التاريخ الإسلامي في قصة الشورى، وتولية عثمان الخلافة، وقد تلقفها المستشرقون وقاموا بتوسيع نشرها وتأثر بها الكثير من المؤرخين والمفكرين والمحدثين، ولم يمحوا الروايات ويحققوا في سندها ومتنها فانتشرت بين المسلمين. 19- جاءت الأدلة الكثيرة التي تشير وتنبه إلى أحقية خلافة عثمان بالخلافة، ولا نزاع عند المتمسكين بالكتاب والسنة في ذلك, وقد أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا من جاء بعدهم ممن سلك سبيلهم من أهل السنة والجماعة على أن عثمان بن عفان أحق الناس بخلافة النبوة بعد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. 20- عندما بويع عثمان بالخلافة قام في الناس خطيبا وأعلن عن نهجه السياسي، مبينا أنه سيتقيد بالكتاب والسنة وسيرة الشيخين، كما أنه أشار في خطبته إلى أنه سيسوس الناس بالحلم والحكمة إلا فيما استوجبوه من الحدود، وحذرهم من الركون إلى الدنيا والافتتان بحطامها خوفا من التنافس والتباغض والتحاسد بينهم، مما يفضي بالأمة إلى الفرقة والخلاف. 21- إن شخصية ذي النورين تعتبر شخصية قيادية، وقد اتصف بصفات القائد الرباني، من العلم والقدرة على التوجيه والتعليم، والحلم، والسماحة, واللين, والعفو، والتواضع، والحياء، والعفة، والكرم، والشجاعة، والحزم، والصبر، والعدل، والعبادة، والخوف، والبكاء، والمحاسبة، والزهد، والشكر، وتفقد أحوال الناس، وتحديد الاختصاصات والاستفادة من أهل الكفاءات. 22- إن معرفة صفات الخلفاء الراشدين، ومحاولة الاقتداء بهم خطوة صحيحة لمعرفة صفات القادة الربانيين، الذين يستطيعون أن يقودوا الأمة نحو أهدافها المرسومة بخطوات ثابتة. 23- قامت سياسة عثمان المالية على الأسس العامة التالية: تطبيق سياسة مالية عامة إسلامية، عدم إخلال الجباية بالرعاية، أخذ ما على المسلمين بالحق لبيت مال المسلمين، وأخذ ما على أهل الذمة لبيت مال المسلمين بالحق، وإعطائهم ما لهم وعدم ظلمهم، وتخلق عمال الخراج بالأمانة والوفاء، وتفادي أي انحرافات مالية يسفر عنها تكامل النعم لدى العامة. 24- كانت النفقات في عهد عثمان تصرف على: صرف مرتبات الولاة، ومرتبات الجند، وعلى أسطول بحري، وتحويل الساحل من الشعيبة إلى جدة، وحفر الآبار, والإنفاق على المؤذنين، وغيرها من الأمور. 25- اتهم عثمان من قبل الغوغاء والخوارج بإسرافه في بيت المال وإعطائه أكثره لأقاربه، وقد ساند هذا الاتهام حملة دعائية باطلة قادها السبئيون وتلقفها الشيعة الروافض إلى يومنا هذا، وتسربت في كتب التاريخ، وتعامل المفكرون والمؤرخون على كونها حقائق، وهي باطلة لم تثبت لأنها مختلقة. 26- يعتبر عهد ذي النورين امتدادا للعهد الراشدي الذي تتجلى أهميته بصلته بالعهد النبوي وقربه منه، فكان العهد الراشدي عامة والجانب القضائي فيه خاصة امتدادا للقضاء في العهد النبوي، مع المحافظة الكاملة والتامة على جميع ما ثبت في العهد النبوي، وتطبيقه بحذافيره وتنفيذه بنصه ومعناه. 27- كانت خطة عثمان في الفتوحات تتسم بالحسم والعزم، وتمثلت في الآتي: إخضاع المتمردين من الفرس والروم، وإعادة سلطان الإسلام إلى هذه البلاد، واستمرار الجهاد والفتوحات فيما وراء هذه البلاد لقطع المدد عنهم، وإقامة قواعد ثابتة يرابط فيها المسلمون لحماية البلاد الإسلامية، وإنشاء قوة بحرية عسكرية لافتقار الجيش الإسلامي إلى ذلك. 28- كانت معسكرات الإسلام ومسالحه في عهد عثمان هي عواصم أقطاره الكبرى، فمعسكر العراق في الكوفة والبصرة، ومعسكر الشام في دمشق بعد أن خلص الشام كله لمعاوية بن أبي سفيان، ومعسكر مصر وكان مركزه الفسطاط, وكانت هذه المعسكرات تقوم بحماية دولة الإسلام ومواصلة الفتوحات ونشر الإسلام. 29- من أشهر قادة الفتوحات في عهد عثمان : الأحنف بن قيس، وسليمان بن ربيعة، وعبد الرحمن بن ربيعة، وحبيب بن مسلمة. 30- كانت معركة ذات الصواري من مظاهر تفوق العقيدة الصحيحة الصلبة على الخبرة العسكرية والتفوق في العَدَد والعُدَد، فلقد كان الروم هم أهل البحر منذ القدم، وقد مروا بتجارب طويلة في الحروب البحرية، بينما كان المسلمون حديثي عهد بركوب البحر والقتال البحري. 31- من أهم الدروس والعبر والفوائد في فتوحات عثمان بن عفان تحقق وعد الله بالنصر والتمكين للمؤمنين، التطور في فنون الحرب والسياسة، ركوب المسلمين البحر، جمع المعلومات عن الأعداء، الحرص على وحدة الكلمة في مواجهة العدو. 32- يظهر من قصة جمع القرآن في عهد عثمان مدى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- لآيات النهي عن الاختلاف؛ حيث إن الله نهى عن الاختلاف وحذر منه، فلعمق فهمهم لهذه الآيات ارتعد حذيفة t عندما سمع بوادر الاختلاف في قراءة القرآن، فرحل فورا إلى المدينة النبوية, وأخبر عثمان بما رأى وبما سمع، وفي مدة قصيرة حسم عثمان الأمر وأغلق باب الخلاف. 33- إن الأخذ بالأسباب نحو تأليف المسلمين وتوحيد صفهم من أعظم الجهاد، وهذه الخطوة مهمة في إعزاز المسلمين وإقامة دولتهم وتحكيم شرع ربهم، وهذا من فقه الخلفاء الراشدين، ويتجلى في أبهى صورة في جمع عثمان للأمة على مصحف واحد. 34- كانت أقاليم الدولة الإسلامية في عهد عثمان تضم كلاً من: مكة، والمدينة, والبحرين, واليمامة، واليمن، وحضرموت، والشام، وأرمينية، ومصر، والبصرة والكوفة. 35- اتخذ عثمان أساليب متنوعة لمراقبة عماله والاطلاع على أخبارهم، منها: حضوره لموسم الحج، سؤال القادمين من الأمصار والولايات، إرسال المفتشين إلى الولايات، استقدام الولاة وسؤالهم، وغير ذلك من الأساليب. 36- من حقوق الولاة في العهد الراشدي: الطاعة في غير معصية الله، بذل النصيحة للولاة، إيصال الأخبار الصحيحة إليهم، احترامهم بعد عزلهم، وإعطاؤهم مرتباتهم. 37- من واجبات الولاة في العهد الراشدي: إقامة أمور الدين، تأمين الناس في بلادهم، الجهاد في سبيل الله، بذل الجهد في تأمين الأرزاق للناس، تعيين العمال والموظفين، رعاية أهل الذمة، مشاورة أهل الرأي في ولايتهم، النظر في حاجة الولاية العمرانية، مراعاة الأحوال الاجتماعية لسكان الولاية. 38- إن عثمان خليفة راشد يقتدى به، وأفعاله تشكل سوابق دستورية في هذه الأمة، فكما أن عمر سن لمن بعده التحرج عن تقريب الأقربين, فكان عثمان سن لمن بعده تقريب الأقربين إذا كانوا في كفاءتهم الإدارية، وكل ما أنكر على عثمان لا يخرج من دائرة المباح. 39- إن الولاة الذين ولاهم عثمان من أقاربه قد أثبتوا الكفاية والمقدرة في إدارة شئون ولاياتهم، وفتح الله على أيديهم الكثير من البلدان, وساروا في الرعية سيرة العدل والإحسان، ومنهم من تقلد مهام الولاية في عهد الصديق والفاروق رضي الله عنهما. 40- إن الذي يرجع إلى الصحيح المحض من وقائع التاريخ، ويتتبع سيرة الرجال الذين استعان بهم أمير المؤمنين عثمان، وما كان لجهادهم من جميل الأثر في تاريخ الدعوة الإسلامية، بل ما كان لحسن إدارتهم من عظيم النتائج في هناء الأمة وسعادتها، فإنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من الجهر بالإعجاب والفخر كلما أمعن في دراسة ذلك الدور من أدوار التاريخ الإسلامي. __________________ [/center] | | تابع معي أخي باقي النقاط الهامة
41- إن عثمان لم يسلم من كثير من الباحثين في كتاباتهم غير المنصفة وغير المحققة عن عهد عثمان، فقد تورط الكثير منهم في الروايات الضعيفة والرافضية، وبنوا أحكاما باطلة وجائرة في حق عثمان، مثل طه حسين في كتابه (الفتنة الكبرى)، وراضي عبد الرحيم في كتابه (النظم الإسلامية)، ومحمد الريس في كتابه (النظريات السياسية)، وعلي حسين الخربوطلي في كتابه (الإسلام والخلافة)، وأبي الأعلى المودودي في كتابه (الملك والخلافة)، وسيد قطب في كتابه (العدالة الاجتماعية) وغيرهم، لقد كان عثمان بحق الخليفة المظلوم الذي افترى عليه خصومه الأولون ولم ينصفه المتأخرون.
42- إن الحقيقة التاريخية تقول: إن عثمان لم ينفِ أبا ذر، إنما استأذن فأذن له، ولكن أعداء عثمان كانوا يشيعون عليه بأنه نفاه.
43- إن أبا ذر لم يتأثر لا من قريب ولا من بعيد بآراء عبد الله بن سبأ اليهودي، وقد أقام بالربذة حتى توفي ولم يحضر شيئا مما وقع من الفتن. 44- من أسباب فتنة مقتل عثمان أمور عدة، منها: الرخاء وأثره في المجتمع، طبيعة التحول الاجتماعي في عهد عثمان، مجيء عثمان بعد عمر رضي الله عنهما، وخروج كبار الصحابة من المدينة، العصبية الجاهلية، توقف الفتوحات، الورع الجاهل، طموح الطامحين، تآمر الحاقدين، التدبير المحكم لإثارة المآخذ ضد عثمان، استخدام الأساليب والوسائل المهيجة للناس، دور عبد الله بن سبأ في الفتنة.
45- كانت بداية اشتعال الفتنة بالكوفة، وقد تم نفي رجالها إلى الشام, ثم استقر أمرهم عند عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بالجزيرة، ثم رجعوا إلى الكوفة بعد مكاتبة يزيد بن قيس لهم بالمجيء للكوفة. 46- كانت سياسة عثمان في التعامل مع الفتنة قائمة على الحلم والتأني والعدل، وقد اتخذ عدة أساليب لمواجهتها, منها: إرسال لجان تفتيش وتحقيق، كتب إلى أهل الأمصار كتابا شاملا بمثابة إعلان عام لكل المسلمين، مشورة عثمان لولاة الأمصار، إقامة الحجة على المتمردين، الاستجابة لبعض مطالبهم. 47- إن المتأمل في هدي عثمان في تعامله مع الفتنة التي وقعت في عهده يمكنه أن يستنبط بعض الضوابط التي تعين المسلم على مواجهة الفتن، ومن هذه الضوابط: التثبت, لزوم العدل والإنصاف، الحلم والأناة، الحرص على ما ينفع ونبذ ما يفرق بين المسلمين، لزوم الصمت والحذر من كثرة الكلام، استشارة العلماء الربانيين، الاسترشاد بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن.
48- يظهر للباحثين أن هناك أسبابا دعت عثمان إلى منع الصحابة من القتال، وهي: العمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم التي سارَّه بها يوم الدار، وأنها عَهْدٌ عَهِد به إليه، وأنه صابر نفسه عليه، كره أن يكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك دماء المسلمين، علما بأن البغاة لا يريدون غيره فكَرِه أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه، علمه بأن هذه الفتنة فيها قتله، وذلك فيما أخبره بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند تبشيره إياه بالجنة على بلوى تصيبه، وأنه سيقتل مصطبرا بالحق معطيه في فتنة، العمل بمشورة ابن سلام t له إذ قال له: الكف الكف، فإنه أبلغ لك في الحجة.
49- إن قاتل عثمان رجل مصري، لم تفصح الروايات عن اسمه، وأما ما يتعلق بتهمة محمد بن أبي بكر بقتل عثمان بمشاقصه فهذا باطل والروايات بذلك ضعيفة، كما أن متونها شاذة لمخالفتها للرواية الصحيحة التي تبين أن القاتل هو رجل مصري.
50- إن الصحابة جميعا -رضي الله عنهم- أبرياء من دم عثمان ، وقد صحت الأخبار وأكدت حوادث التاريخ براءة الصحابة من التحريض على عثمان أو المشاركة في الفتنة ضده، كما أوردنا ذلك بالروايات الصحيحة.
51- إن عثمان كان متيقظا ولم تنطل عليه المؤامرة ولا أهدافها، بل استطاع أن يخترق صفوف المتمردين وكشف مخططهم كاملا، وواجه الأحداث بشجاعة فائقة، وكره أن يكون أول من يسل السيف في المسلمين، وآثر أن يفدي الأمة بنفسه, وهذه قمة التفدية والإيثار.
52- كانت فتنة مقتل عثمان سببا في حدوث كثير من الفتن الأخرى، وألقت بظلالها على أحداث الفتن التي تليها، فتغيرت قلوب الناس، وظهر الكذب وبدأ الخط البياني للانحراف عن الإسلام في عقيدته وشريعته. 53- إن الظلم والاعتداء على الآخرين بغير حق من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: " وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا" [الكهف: 59]. وإن المتتبع لأحوال أولئك الخارجين على عثمان المعتدين عليه يجد أن الله تعالى لم يمهلهم بل أذلهم وأخزاهم وانتقم منهم، فلم ينجُ منهم أحد. 54- كان وقع المصيبة على نفوس المسلمين كبيرًا، فذهلت عقولهم وجللهم الحزن، وفاضت مآقيهم بالدموع، ولهجت ألسنتهم بالثناء على عثمان والترحم عليه، وقام حسان بن ثابت يرثي أمير المؤمنين ويكثر التفجع لمقتله، ويهجو قاتليه بقصائد مبكية حزينة، وحفظها لنا التاريخ ولم تهملها الليالي، ولم تفصلها عنا حواجز الزمن ولا أسوار القرون. في شأن علي رضي الله عنه 55ـ لم يكن معاوية ينافس علي رضي الله عنهما على الخلافة ، بل كان الخلاف ينصب على رغبة معاوية بالثأرمن قتلة عثمان أولاً وبعدها يبايع عليا رضي الله عنه، بينما علي كرم الله وجهه كان يري تأجيل القصاص من القتلة حتى تستتب أمورالدولة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه.
56 ـ كان معاوية في هذا مجتهدا ، لكنه كان مخطئا في اجتهاده كما رأى الكثير من المحققين.وطبقا للشرع كان عليه أن يدخل في طاعة أميرالمؤمين أولا ويبايعه ، ثم يطالب بالدم بعد ذلك.
57 ـ تمت البيعة لعلي رضي الله عنه بالإجماع .
58 ـ ماقيل عن نقض البيعة لعلي من قبل الزبير وطلحة رضي الله عن الجميع كذب وبهتنان.
59 ـ كان خروج السيدة عائشة رضي الله عنها برفقة طلحة والزبير للإصلاح وليس لقتال علي رضي الله عنهم جميعا.
60 ـ لم يكن مروان بن الحكم صاحب السهم الذي أصاب طلحة وكان السبب في وفاته.
61ـ ما قيل على لسان الصحابة للسيدة عائشة رضي الله عنهاعند ماء الحوأب ليثنوها عن العودة رواية غير صحيحة.
62 ـ القتال الذي نشأ بين معسكر علي ومعسكر طلحة والزبيرـ بعد اتفاق الجميع على الصلح ـ نشأ بفعل السبئيين الذين أشعلوا النار والفتنة بين المعسكرين بليل ، حين خشوا علىأنفسهم من القصاص بصفتهم قتلة عثمان رضي الله عنه.
63ـ الإمام علي أكرم السيدة عائشة بعد المعركة واستغفر كل منها للآخر ، وسارت راضية مرضيةإلى مكة .
64ـ كان التحكيم بعد صفين بخصوص الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في اجتهاد كل منهما في موضوع المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه ، ولا يمت من قريب ولا من بعيد بصراع على الخلافة.
65 ـ فشل الحكمين في الوصول إلى قرار فردوا الأمر للأمة وأصحاب العقد والحل.
66 ـ رواية التحكيم الشائعة والتي تقول أن عمرو بن العاص خدع أباموسي الأشعري وخلع عليا وثبت معاوية رواية واهية ولا أصل لها.
67 ـ حكاية استجداء عمرو لعلي حين انكشفت عورته في المعركة رواية مدسوسة .
68ـ قتل عمارعلى يد جيش معاوية يؤكد أن على كرم الله وجهه كان على الحق وأن معاوية كان من بغى عليه طبقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم . ويؤكد ذلك أيضا وجود أويس القرني الصحابي الجليل في جيش علي .
69 ـ استشهد الإمام علي على يد ابن ملجم بعد أن يأس من جنده الذين دأبوا على عصيانه ، وكان يتمنى الموت ويقول ما يحبس أشقاها أن يخضبها من أعلاها؟!..وهو ما بشره به الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيقتل بضربة على رأسه ويغطي الدم لحيته ، وهذا ما حدث بالضبط. في شأن الحسن بن علي رضي الله عنهما 70 ـ يعد الحسن بن علي رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . 71 ـ رواية تآمر معاوية ويزيد لدس السم للحسن عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث رواية غير صحيحة. 72ـ كان طلب معاوية رضي الله عنه البيعة لابنه يزيد عن اجتهاد منه ، فله أجران إن كان قد أصاب في اجتهاده ،وأجر إن أخطأ. 73ـ لايجوز لعن يزيد ، رغم الاختلاف حول شخصه ، وبيعته صحيحة . في شأن الحسين بن علي رضي الله عنهما 74ـ قرر الحسين رضي الله عنه الخروج إلى الكوفة لأن كان يرى أن بيعة يزيد لم تكن طبقا لمبدأ الشورى الإسلامي ، وخرج تلبية لنداءات ومراسلات عديدة من أهلها. وكان في ذلك مجتهدا.
75ـ بعث الحسين رضي الله عنه ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليستكشف أمر أهلها قبل أن يقرر الخروج .
76ـ أرسل مسلم بن عقيل للحسين رسالة يدعوه فيها للخروج وينبأه بأن قلوب أهل الكوفة معه، وذلك قبل أن يكتشف ابن زياد أمره ويقتله.
77ـ خرج الحسين رضي الله عنه للكوفة وهو لايدري بما حدث لمسلم بن عقيل ، ولايعلم بنكوث أهل الكوفة لعهودهم معه ومع ابن عمه .
78ـ أمر يزيد بن معاوية واليه ابن زياد بأن يمنع الحسين من العراق ولم يأمره بقتله .
79ـ أرسل ابن زياد جيشا بقيادة عمر بن سعد بن أبي الوقاص لقتال الحسين ، وحين حوصر الحسين طلب إحدى ثلاث من عمر بن سعد ، إما أن يتركه يعود من حيث أتى ، أو يتركه يضع يده في يد يزيد ، أو يدعه ليقاتل أعداء الإسلام في الثغور ، أرسل عمر بذلك إلى ابن زياد لكنه أبى إلا النزول على رأيه أولا ، فرفض الحسين.
80 ـ قتل من أصحاب الحسين في كربلاء اثنان وسبعون نفسا ، وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون نفسا ، و قتل مع الحسين سبعة عشر رجلا كلهم من أولاد فاطمة
81ـ قتلة الحسين الحقيقيون هم ابن زياد ، وشمربن الجوشن ، وعمربن سعد.
82ـ قام المختار بن عبيد الله الثقفي بقتل كل من ابن زياد ،وشمر، وعمر بن سعد ، أخذا بثأر الحسين رضي الله عنه. الخاتمة
فإن حب آل البيت ، واحترام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم ومسلمة وأمر واجب بالكتاب والسنة، ولقد ثبت بالدليل براءة الأصحاب الأجلاء طلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص من الطلب بدم الإمام الحبيب علي بن أبي طالب وثبتت براءة معاوية رضي الله عنه من إشاعة دس السم للإمام الحسن رضي الله عنه .
وثبت أيضا بالدليل أن أياً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرض وبالتالي لم يشارك في قتل الخليفة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عن الجميع. هم جميعاأحبابنا، ونتمنى صحبتهم يوم القيامة، ومخالطتهم في الفردوس الأعلى، رحم الله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجزاهم عنا خير الجزاء ، وغفر لهم، وللتابعين ولتابع التابعين ولكل المسلمين إلى يوم الدين ، ورزقنا بعفوه وكرمه ورحمته جنات تجري من تحتها الأنهارمصداقا لقوله تعالى:
"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" التوبة(100)
اللهم تقبل هذا العمل واجعله خالصا لك وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه المراجع : عثمان ابن عفان للصلابي البداية والنهاية ابن كثير تاريخ الطبري براءة الأصحاب من دم الأحباب لبدوي مطر سير أعلام النبلاء للذهبي الإصابة لابن حجر
|
| |
|