Admin Admin
عدد المساهمات : 215 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 2009-12-31 العمر : 37 الموقع : https://lialy-moon.0wn0.com
| Subject: رمضان شهر الحصـــاد .. فاحذر Mon Jul 25, 2011 4:16 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تخيل نفسك واقفًا في قيـــام رمضان تائهًا شاردًا مثل كل عام، تبحث عن لذة الإيمان وكنوز رمضان فلا تجدها ! .. وأثنــــاء الصيام تتردد على ذهنك المعاصي التي كنت تقع فيها من قبل، فتُمزق قلبك .. تُتلى عليك آيـــات النُذر والناس حولك يبكون، بينما أنت غـــارق في هموم الدنيـــــا ومشاغلها! وكل واحد لديه استعداد لبذل الغالي والنفيس ليستشعر المعاني الإيمانية في رمضان .. لكن، أين قلبه؟! وذلك لأن رمضــان شهر الحصاد .. فما فعلته طوال الإحدى عشر شهر الماضية ستجد ثمرته في رمضان، فإما أن تكون ثمرة طيبة أو خبيثة .. يقول الله جلَّ وعلا {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (*) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ ..} [الكهف: 57,58] .. فالله تعالى يبعث إليك الرسالات والنُذُر؛ لكي تُفيق من غفلتك .. فتظل غافلاً مُعرضًا عن آيات الله، حتى يأتي شهر رمضان فتسعى لفعل الخيرات لكنك لا تجد قلبك وتظل تبحث عنه في أعمالك دون جدوى .. وذلك لأن القلب قد تكوَّن عليه الران وصار عليه حجـــاب من كثرة الغفلة، فمهما استمع إلى المواعظ والنُذُر لن يخشع ولن يتحرك! والله سبحانه وتعالى هو الغفور ذو الرحمة، ونحن مقبلون على شهر المغفرة والرحمة .. فالفرصة أمامك.لكن عليك أن تعلم أن رمضان سلاح ذو حدين .. فمع كثرة الغفلات والملاهي التي يتعرض لها الناس في هذا الزمان، علينـــا أن نخــــــاف على رمضــان هذا العام .. ومن المخاوف التي عليك أن تحذر منها في رمضان: 1) أنه تُضاعف فيه السيئــات كما تُضاعف فيه الحسنـــات .. فالله تعالى يكتب أجره وثوابه من قبل أن يدخل، ويكتب وزره وشقاءه قبل أن يدخل .. وذلك أن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة، ويعد فيه المنافقين اغتياب المؤمنين، واتباع عوراتهم .. فهو غنمٌ للمؤمن، وغرمٌ على الفاجر. فاحذر أن يكون رمضان حُجةٌ عليك وليس لك .. فعليك أن تبذل قصارى جهدك من الآن وتُثبت أنك بحق راغبٌ في فضائل رمضان وأن تُعتق رقبتك من النار .. وإيــــاك أن تتكاسل عن أي باب من أبواب الخير التي تستطيع السعي فيها. 2) أنه شهر الحرمان، كما إنه شهر الرحمة والعتق من النيران .. فمن لن ينـــال جائزة المغفرة في رمضان، ستكون عاقبته البُعد والحرمان من رحمة الله عزَّ وجلَّ ..
) أنه شهر الغفلة .. فلابد أن تمر بغفلات في رمضان ككل عام، في البداية يدخل الجميع على رمضان بهمة ونشاط ثم يتسلل الفتور والتكاسل إلى النفوس وهذا حال الغافلين .. فاحذر أن تقتل الغفلة إيمانك .. يقول ابن الجوزي "لا ينال لذة المعاصي إلا سكران الغفلة، فأما المؤمن، فإنه لا يلتذ" [صيد الخاطر (1:38)] .. فإن كنت تستمع بالمعصية، فاعلم أنك غارقٌ في الغفلة ولن تستيقظ منها حتى في رمضان.
أن يكون ذلك استدراجًا!، يقول رسول الله إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك منه استدراج" ثم تلا {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44] [رواه أحمد وصححه الألباني، السلسلة الصحيحة (413)] {.. مُبْلِسُونَ ..}، أي: آيسون من كل خير، وهذا أشد ما يكون من العذاب، أن يؤخذوا على غرة، وغفلة وطمأنينة، ليكون أشد لعقوبتهم، وأعظم لمصيبتهم. [تفسير السعدي] وقد تكون مُعاقب وأنت لا تدري .. يقول ابن الجوزي "فلا ينبغي أن يغتر مُسَامَح، فالجزاء قد يتأخر. ومن أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم: الإصرار على الذنب" [صيد الخاطر (1:38)] وقال أيضًا "وربما كان العقاب العاجل معنويًا، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب! كم أعصيك ولا تعاقبني!، فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري! أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟" [صيد الخاطر (1:65)] فإن كنت تقع في ذنبٍ ما ومع ذلك لا تجد له عقوبة، فلا تتعجب عندما لا تجد قلبك في رمضان! | |
|